أبدت السفيرة الأمريكية بالقاهرة استعدادها لتسهيل إجراءات دخول الدعاة والقراء المصريين إلى الأراضى الأمريكية لإحياء ليالى شهر رمضان القادم مع المسلمين هناك قناعة من الحكومة الأمريكية بأهمية دور الدعاة المصريين فى التعريف بصحيح الإسلام وبعدهم عن التطرف والتشدد ورؤيتهم المعتدلة وقدرتهم على التواصل مع الجاليات والمراكز الإسلامية هناك.
وأكدت أن السفارة الأمريكية بالقاهرة تقدر دعاة مصر ولم ترفض سفرهم خلال السنوات الماضية وأن عدم سفرهم سببه معوقات إدارية سيتم تجاوزها هذا العام، ووعدت بزيارة القنصل الأمريكى للوزارة فى أقرب وقت لبحث التدابير والآليات لإنهاء إجراءات سفر دعاة الوزارة فى المواعيد المحددة.
جاء ذلك خلال استقبال الدكتور عبد الله الحسينى هلال، وزير الأوقاف للسفيرة الأمريكية مارجريت سكوبى، فى زيارتها الأولى له للتهنئة بتولى مسئولية الوزارة ودار حوار بين الوزيرة والسفيرة حول ما يحدث فى مصر الآن وظهور تيارات متشددة على الساحة المصرية ودور الوزارة فى التعامل معها ورؤيتها للخطاب الدينى المعاصر.
وأكد الحسينى أن الشعب المصرى متدين بالفطرة ويتسم بالاعتدال والتسامح ويرفض كافة صور التطرف والتشدد وأن ظهور بعض التيارات المتشددة فى هذه الفترة هو نتيجة فهم خاطئ لأجواء الحرية، التى سادت البلاد عقب ثورة 25 يناير ولا يعنى أبداً أن هؤلاء المتشددين يمثلون الغالبية العظمى من المجتمع المصرى بل هم قلة يرفضها جموع الشعب.
وأوضح الحسينى أنه لا خوف على مصر من هذه التيارات المتشددة التى تواجهها المؤسسات الدينية المعتدلة بالفكر السليم المعتدل الذى ينطلق من المنهج الإسلامى فى الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتى هى أحسن.
وحول الصراع الدائر بين بعض التيارات والوزارة على منابر المساجد أوضح الوزير أنه على الجميع احترام القانون المصرى الذى ينص صراحة على أن جميع المساجد والزوايا خاضعة لإشراف وزارة الأوقاف ولن تتخلى الوزارة عن دورها وستظل مسئولة عن تعيين دعاة المساجد وخطباء الجمعة ويتم التنسيق بصفة مستمرة مع كافة مؤسسات الدولة من أجل تطبيق القانون ولن نسمح لأحد باغتصاب المنابر أو الاستيلاء على المساجد.
وقال وزير الأوقاف إن رسالة الوزارة فى ظل الظروف الحالية ترتكز على عدة محاور أهمها التركيز على قيم المواطنة والانتماء للوطن وتأصيل ثقافة التعددية والتعاون مع الجميع للتصدى لكل ما يمس وحدة الشعب المصرى وبث بذور الفتنة بين مسلميه ومسيحييه وبالتالى فإن دعاة الوزارة حريصون على أن يكونوا دعاة للوحدة ومواجهة الغلو والتشدد والتفاعل مع قضايا الوطن وهمومه وتحدياته.
وأثارت السفيرة الأمريكية ما يحدث فى مصر ما بعد الثورة من اضطرابات واعتصامات، فأوضح الوزير أن الشعب المصرى يعيش الآن مناخا غير مسبوق من الحرية التى حرم منها لفترة طويلة ولابد من الوعى بخطورة الحرية المنفلتة التى تتحول إلى فوضى مخربة تعطل المصالح وتوقف الإنتاج وهذه إحدى الصعوبات التى تواجه الحكومة المصرية الآن. وستتغلب عليها بمرور الوقت وزيادة وعى الناس بخطورتها على استقرارهم ونهضتهم ومستوى معيشتهم.
وأكد الوزير والسفيرة على ضرورة دعم التعاون بين الجانبين من خلال مد جسور جديد للتعاون الثقافى والتواصل الحضارى والحوار البناء بما يحقق مصلحة الطرفين.