استدعت السلطات التونسية أمس السفير الليبي بتونس أحمد نقاصة لتقديم احتجاج على توغل قوات الزعيم الليبي معمر القذافي داخل أراضيها أثناء ملاحقة مقاتلي المعارضة عبر معبر الذهيبة ـ وازن على الحدود. وقال نائب وزير خارجية تونس رضوان نويصر إن تونس لن تقبل أي تكرار لمثل هذه الانتهاكات، وحدودها خط أحمر لا تسمح لأحد بتجاوزه.
وقامت وحدات من الجيش التونسي أمس بعمليات تمشيط فى الذهيبة وسط نداءات استغاثة من الأهالى بعد أن اقتحمت 15 سيارة تابعة لكتائب القذافي أحياء المدينة. وشهد معبر الذهيبة ـ وازن الحدودي بين تونس وليبيا قصفاً عشوائياً منذ مساء الخميس الماضي، وتبادل إطلاق نار بين الثوار وقوات القذافي التي تمكنت من فرض سيطرتها على الجانب الليبي من المعبر لمدة أربع ساعات قبل أن يستعيده الثوار. وقالت مصادر عسكرية إن العشرات من طرفي القتال على الأراضي الليبية لقوا حتفهم، بالإضافة إلى إصابة نحو 20 شخصاً.
في غضون ذلك، أصابت هجمات حلف شمال الأطلسي أمس قوات للقذافي كانت تضرب بلدة الزنتان التي يسيطر عليها المعارضون.
إلى ذلك، أعلن مسؤول عسكري في حلف شمال الأطلسي الجمعة أن قوات الحلف ستحاول تخفيف الحصار المفروض على مدينتي الزنتان ويفرن في جنوب غرب طرابلس اللتين تتعرضان لقصف من قوات معمر القذافي.
وقال الجنرال البريطاني روب وايجهيل في بروكسل أمس "نرى عمليات هجومية كثيرة تشنها قوات القذافي في منطقتي الزنتان ويفرن ومن الواضح أن هذا الأمر سيكون أولوية بالنسبة إلينا وسترون النتيجة في الأيام المقبلة".
وتقاوم مدينة الزنتان الجبلية قوات القذافي منذ 17 فبراير الماضي، ومثلها يفرن الواقعة أيضاً في منطقة الجبل الغربي جنوب غرب طرابلس.
وفي مصراتة، ومنذ أن طرد قوات القذافي منها الاثنين الماضي تتواصل المعارك في ضواحي المدينة؛ حيث يعزز الثوار تقدمهم في وجه جيش النظام الليبي. وباتت المواجهات تدور في منطقة المطار التي تسيطر عليها قوات القذافي جنوب غرب المدينة. وعند مداخل المدينة الأخرى تراجعت قوات القذافي 20 إلى 30 كلم.
ودوت انفجارات عنيفة ومواجهات بالأسلحة الرشاشة في محيط مطار مصراتة أسفرت عن مقتل 12 شخصاً.
من جهة أخرى، قال دبلوماسيون إن السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس أبلغت مجلس الأمن الدولي أول من أمس أن قوات القذافي تتورط بشكل متزايد في أعمال عنف جنسي وأن بعضهم يحصل على عقار الفياجرا.
وقال عدد من الدبلوماسيين الذين حضروا اجتماعاً مغلقاً لمجلس الأمن إن رايس أثارت موضوع الفياجرا في إطار تزايد التقارير عن ارتكاب قوات القذافي لأعمال عنف جنسي. وقال أحد الدبلوماسيين "أثارت رايس ذلك في الاجتماع لكن أحداً لم يرد".