كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية النقاب عن الأسباب الخفية التي دفعت حركة التحرير الوطني "فتح" إلى قبول كل شروط منافستها العنيدة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بعد أربع سنوات من الصراع المرير، والدخول في حكومة وحدة وطنية، وكان على رأسها رحيل أهم حلفاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالمنطقة وهو الرئيس حسني مبارك ووسيطه الأهم عمر سليمان.
وقالت الصحيفة اليوم الجمعة إن ثمة ثلاثة أسباب دفعت بحركة فتح إلى "قبول كل شروط" حماس للدخول في حكومة وحدة وطنية، أولها نشر الوثائق الفلسطينية التي "كشفت عن مدى استعداد المفاوضين الفلسطينيين للانصياع من أجل إرضاء الإسرائيليين، والذي أدهش حتى أكثر الإسرائيليين تشددا".
وأضافت أن هذا الكشف أدى إلى نزيف معنوي ذهب بما تبقى للسلطة الوطنية الفلسطينية من هيبة.
أما السبب الثاني في تنازل هذه السلطة لحماس بحسب الصحيفة- يكمن في الإطاحة بأحد أهم حلفاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في المنطقة الرئيس حسني مبارك ووسيطه الأهم عمر سليمان، وتقول الصحيفة:" عندما كان الرجلان في السلطة، كانت البوابة الخلفية لقطاع غزة محكمة الإغلاق".
وأوضحت الصحيفة إن السبب الثالث وهو القشة التي قصمت ثقة الرئيس الفلسطيني الموقف الأمريكي الأخير من الاستيطان الإسرائيلي، عندما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (فيتو) لنسف قرار يعترض على استمرار إسرائيلي في سياستها الاستيطانية.
وتقول الصحيفة:" لقد اتخذ إحباط حركة فتح بسبب كل هذا شكلا سياسيا الآن، وتلاحظ أن رد فعل الإسرائيليين بعد الإعلان عن الاتفاق الفلسطيني كان "مكفهرا". والسبب في ذلك هو ذلك الاعتقاد السائد في الساحة السياسية الإسرائيلية والذي تجاوزه الزمن والواقع بأن مصير الدولة الفلسطينية في يد إسرائيل.
وتستدرك الصحيفة بالقول لكن رياح "الربيع العربي" تجري بما لم تعهده إسرائيل، فقد يساهم مصريون وأردنيون وربما سوريون أحرار في رسم خريطة إسرائيل في المستقبل.
ولقد كان الاعتقاد سائدا بعد سقوط مبارك بأن المصريين في وضع لا يسمح لهم بصوغ سياسة خارجية، لكن التطورات المتلاحقة في مصر نسفت هذا الاعتقاد. فهذا وزير الخارجية المصري نبيل العربي يعلن نية السلطات المصرية رفع الحصار المفروض على القطاع.
وترى الصحيفة أن تطورات من هذا القبيل تعد تحديا للوضع الراهن الذي كرسته إسرائيل والولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي.
وتنهي الصحيفة موضوعها بباقة من الأسئلة التي تكاد أن تكون أسئلة استنكارية ومن بينها:" هل ستعمد هذه الجهات الثلاث إلى تخريب إرادة الشعب المصري التي تزعم أنها تنتصر لها؟ وهل ستقوم الولايات المتحدة بما قامت به بعد اتفاق مكة بين فتح وحماس، ونسف حكومة الوحدة الوطنية؟ وهل ستتوعد الرباعية الدولية السلطة الوطنية الفلسطينية بسحب الدعم المالي؟".
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية جارديان:رحيل مبارك وحد الفلسطينيين