فى استعراض لقوى السلفيين داخل أروقة جامعة الأزهر فى مواجهة طلاب الإخوان المسلمين نظم السلفيون ثالث ندوة لهم داخل المدينة الجامعية للأزهر مساء أمس الأربعاء، بحضور حازم شومان، وسعيد عبد العظيم، للمرة الثانية داخل المدينة الجامعية، طلاب السلفية بعد أن كانوا لا يسمع أحد لهم صوتا داخل الأزهر، وكانت الكلمة فقط لطلاب الإخوان المسلمين الأكثر تنظيما وتقبلا للآخر، بدءوا فى استعراض القوى وإيقاظ الخلايا النائمة داخل الأزهر، مما يؤكد أن رمز الوسطية والاعتدال يختطف، ومسئولوه لا يقدرون حجم الكارثة، فالأزهر تسلف، ولكن ليس غريبا أن يدرس أصحاب المنهاج المختلفة فى الأزهر، لأن الأزهر يستطيع أن يحتوى جميع الأفكار الضالة والمنحرفة والمتشددة، فبوسطيته واعتداله هو الوحيد القادر على ذلك.
بدأت الندوة للدعوة السلفية فى جامعة الأزهر بعد صلاة العشاء بمسجد المدينة الجامعية بحضور الآلاف من طلاب الأزهر، حيث سبق المؤتمر تعليق لافتات وضعها الطلاب على مخارج ومداخل المدينة تعبر عن مبادئ السلفيين من رفضهم مبادئ الدولة المدنية والعلمانية، وأنهم يصممون على جعلها دولة دينية تمضى على منهج الكتاب والسنة، ورفض الدواخل الحديثة والستار الخفى للعلمانية، وجاء التركيز فى تلك الندوة منصبا على رفض المساس بالأزهر باعتباره قيمة وقامة علمية كبيرة وتاريخا رائدا فى النهوض بالدعوة، وتأكيدهم على التصدى لمحاولات الوقيعة بين السلفيين وبين مؤسسة الأزهر الشريف.
قال الداعية السلفى حازم شومان فى كلمة حماسية ركزت على الهدف الذى عقدت من أجله الندوة بفتح صفحة جديدة مع الأزهر قائلا: "سيخرج من الأزهر شباب علماء يحررون الأمة من حالة السقوط الذى تعيشه، ويصونون دين الله فى مواجهة العلمانيين والقبوريين والتكفيريين ومحاربى الشريعة الإسلامية وأبناء الأزهر، ويؤكدون أن دين الله تعالى لن يموت فهم أحفاد من حاربوا التتار، وأوقفوا زحفهم للقضاء على الأمة الإسلامية بعدما بلغت جماجم قتلى المسلمين فى بغداد جبلا عاليا، وساعد أبناء مصر الأزهر فى إسقاط الصليب من على بيت المقدس بعدما استمر قرابة 90 عاما، فأبناء الأزهر هم طلائع الفتح العالمى الجديد الذين يملكون العلم والمعرفة والفقه والأصول الشرعية الصحيحة الخالية من الشوائب التى تجعل الإسلام فى مؤخرة الركب، وتكسر القائلين بالحداثة والعلمانية ومفاهيم ومصطلحات السم فى العسل التى تهدف إلى خلق حالة من الجدل بين طوائف المسلمين، ليقضوا حياتهم فى كلام بدون عمل، وللأسف أن مرشحى الرئاسة ساروا على منهجهم فى الرغبة بتأصيل الفكر العلمانى وتبين للجميع قيمة هذا الجمع الذى هزم يوم الاستفتاء على التعديلات الدستورية.
وندد شومان بمسلسلات الفضائيات وبرامج الأطفال ومسلسلاتهم التى تهدف إلى خلق حالة من الفراغ الفكرى بما يمثل جريمة مع سبق الإصرار والترصد، وأن ما يعيشه المسلمون حاليا نتيجة لسياسة علمانية رسم منهجها الغرب الذى لا يكف عن التفكير فى محو الإسلام من عالم الوجود نهائيا.
من جانبه قال الطبيب سعيد عبد العظيم من دعاة السلفية بالإسكندرية، إن مؤسسة الأزهر الدينية العريقة تمثل قيمة تاريخية ضاربة فى أعماق الزمان تخرج منها علماء أجلاء دافعوا عن الإسلام فى كل مكان وأى جامعة عالمية لا يمكن لها الحصول على صك المرور إلى الاعتراف بها إلا بعد موافقة الأزهر حتى الجامعات السعودية ذاتها، فإذا تكلم أحد علماء الأزهر كانت كلماته قوية ومؤثرة وخريج الأزهر بمثابة جماعة كاملة والذين يريدون الوقيعة بين الأزهر والسلفيين سهامهم مردودة إلى صدورهم، فالجماعة السلفية جزء من البناء الأزهرى الذى يدعو إلى الفكر الوسطى فلم يحمل السلفيون سيفا، ولم يريقوا دما أو يعتدوا على حرمات لأشخاص ولم يعلنوا تكفير أحد بالتفتيش فى النوايا، وما يحد ثمن تعليقات على بعض الآراء الخاصة بعلماء مؤسسة الأزهر لا يعنى العداء بين السلفيين وبين أبناء تلك المؤسسة التى تحمل أختام القبول للإسلام فى العالم، بحيث إذا أطلق لفظ إمام المسلمين لم ينطبق سوى على شيخ الأزهر.
تابع عبد العظيم كلمته متناولا المنهج السلفى فى التأكيد على دينية الدولة، وأنهم لن يقبلوا بكونها مدنية ولا علمانية موجها حديثه للطلاب بأن الاستفتاء الأخير كان بمثابة الصاعقة على رءؤس الليبراليين والشيوعيين والعلمانيين ومن سار على نهجهم من منحرفى الفكر بعدما تخيلوا أنهم ملكوا زمام البلاد والعباد فى الثقافة والتعليم وكافة المجالات، وبدأت هذه الفئات تشعر بأن البساط قد سحب من تحت أقدامها، وأنهم يعيشون كالريشة فى الهواء، كما كشف الاستفتاء الأخير أن مرشحى الرئاسة مزيفون، وأن رصيدهم الجماهيرى لا يزيد عن نسبة 20% فقط، وأنهم لا يؤثرون فى تشكيل الرأى العام الجماهيرى، فالأغلبية مسلمة تحكم بشرع الله تعالى، وهذا خير للجميع مسلمين وأقباطا، مضيفا أن المسيح عيسى بن مريم حاكم من حكام المسلمين وبمثابة صحابى من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث يدفن بجواره وهذا معنى قوله تعالى: "والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا"، وفقا لما أورده الإمام الزكمى عند تفسيره تلك الآية.
ووجه عبد العظيم كلامه للطلاب قائلا: "علينا أن نساعد الجماهير فى تنقية عقيدتهم من الشوائب التى لحقت بها خلال الفترات الماضية، ووصلت بفكرهم إلى عقائد المرجئة تطلب منهم أن يلتزموا بالصلاة فيكون الجواب أن ربك رب قلوب يذهبون إلى أضرحة البدوى والمرسى أبو العباس، ويطلبون منهما المدد، ويذكر للأزهر الشريف أنه حارب كتب النكرة ابن عربى "على حد وصفه"، وهو من ملاحدة الصوفية الذى كان يسعى إلى أن يبعد الأمة عن دينها.
عاد د. عبد العظيم ليؤكد على المنهج السلفى بعد الثورة فى رفضه لما تحمله اتفاقية كاب ديفيد من وجود سلام إستراتيجى دائم مع إسرائيل متسائلا كيف يكون هناك سلام دائم والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "لن تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود"، كما أن السياسة والاقتصاد والعقل وكافة الدلائل تؤكد استحالة تحقيق سلام دائم مع إسرائيل فهم الذين صدروا لنا الأفكار الضالة التى تحمل الإباحية والشذوذ الجنسى والاختلاط والمفاسد والمفاتن وغيرها من وسائل الابتعاد عن دين الله تعال.